فصل: مناسبة الآية لما قبلها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {لأتَّخذنَّ من عبادك نصيبًا مفروضًا} قال: يتخذونها من دونه، ويكونون من حزبي.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك {نصيبًا مفروضًا} قال: معلومًا.
وأخرج ابن المنذر عن الربيع بن أنس في قوله: {لأتَّخذنَّ من عبادك نصيبًا مفروضًا} قال: من كلف ألف تسعمائة وتسعة وتسعين.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {ولأضلنهم ولأمنينّهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام} قال: دين شرعه لهم إبليس كهيئة البحائر والسوائب.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فليبتكن آذان الأنعام} قال: التبتك في البحيرة والسائبة، كانوا يبتكون آذانها لطواغيتهم.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {فليبتكن آذان الأنعام} قال: ليقطعن آذان الأنعام.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال: أما يبتكن آذان الأنعام فيشقونها، فيجعلونها بحيرة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه كره الإخصاء، وقال: فيه نزلت {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أنس بن مالك أنه كره الإخصاء، وقال: فيه نزلت {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} ولفظ عبد الرزاق قال: من تغيير خلق الله الإخصاء.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عباس قال: اخصاء البهائم مثله، ثم قرأ {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}.
وأخرج عبد بن حميد من طرق عن ابن عباس {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} قال: هو الخصاء.
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن عمر قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خصاء الخيل والبهائم، قال ابن عمر: فيه نماء الخلق».
وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صبر الروح، وإخصاء البهائم».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب كان ينهى عن إخصاء البهائم، ويقول: هل النماء إلا في الذكور.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن شبيل. أنه سمع شهر بن حوشب قرأ هذه الآية {فليغيرن خلق الله} قال: الخصاء منه. فأمرت أبا التياج، فسأل الحسن عن خصاء الغنم؟ قال: لا بأس به.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {فليغيرن خلق الله} قال: هو الخصاء.
وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن ابن عمر. أنه كان يكره الخصاء، ويقول: هو نماء خلق الله.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عكرمة. أنه كره الخصاء قال: فيه نزلت {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عروة. أنه خصى بغلًا له.
وأخرج ابن المنذر عن طاوس أنه خصى جملًا له.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن محمد بن سيرين. أنه سئل عن خصاء الفحول؟ فقال: لا بأس، لو تركت الفحول لأكل بعضها بعضًا.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن قال: لا بأس بإخصاء الدواب.
وأخرج ابن المنذر عن أبي سعيد عبد الله بن بشر قال: أمرنا عمر بن عبد العزيز بخصاء الخيل، ونهانا عنه عبد الملك بن مروان.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عطاء. أنه سئل عن إخصاء الفحل فلم ير به عند عضاضه وسوء خلقه بأسًا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} قال: دين لله.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {فليغيرن خلق الله} قال: دين الله. وهو قوله: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله} [الروم: 30] يقول: لدين الله.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن إبراهيم {فليغيرن خلق الله} قال: دين الله.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير {فليغيرن خلق الله} قال: دين الله.
وأخرج عبد الرزاق وآدم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد {فليغيرن خلق الله} قال: دين الله، ثم قرأ {لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {فليغيرن خلق الله} قال: الوشم.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال: لعن الله الواشمات، والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، والمغيرات خلق الله.
وأخرج أحمد عن أبي ريحانة قال «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة: عن الوشر، والوشم، والنتف، وعن مكامعة الرجل الرجل بغير شعار، وعن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار، وأن يجعل الرجل في أسفل ثوبه حريرًا مثل الأعلام، وأن يجعل على منكبه مثل الأعاجم، وعن النهبى، وعن ركوب النمور، ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان».
وأخرج أحمد عن عائشة قالت «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة، والمقشورة، والواشمة، والمستوشمة، والواصلة، والمتصلة».
وأخرج أحمد ومسلم عن جابر قال «زجر النبي صلى الله عليه وسلم أن تصل المرأة برأسها شيئًا».
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عائشة. أن جارية من الأنصار تزوجت وأنها مرضت، فتمعط شعرها، فأرادوا أن يصلوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «لعن الله الواصلة والمستوصلة».
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر قالت «أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: يا رسول الله إن لي ابنة عروسًا، وأنه أصابها حصبة فتمزق شعرها، أفأصله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله الواصلة والمستوصلة».
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} قال: ما بال أقوام جهلة، يغيرون صبغة الله ولون الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: إن أصدق الحديث كلام الله.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال «كل ما هو آت قريب، إلا إن البعيد ما ليس بآتٍ، ألا لا يعجل الله لعجلة أحد، ولا يجد لأمر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس، يريد الله أمرًا ويريد الناس أمرًا، ما شاء الله كان ولو كره الناس، لا مقرب لما باعد الله، ولا مباعد لما قرب الله، ولا يكون شيء إلا بإذن الله، أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وخير ما ألقي في القلب اليقين، وخير الغنى غنى النفس، وخير العلم ما نفع، وخير الهدي ما اتبع، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع، ألا لا تملوا الناس ولا تسئموهم، فإن لكل نفس نشاطًا وإقبالًا، وإن لها سآمة وإدبارًا، ألا وشر الروايا روايا الكذب، والكذب يقود إلى الفجور، وإن الفجور يقود إلى النار، ألا وعليكم بالصدق فإن الصدق يقود إلى البر وإن البر يقود إلى الجنة، واعتبروا في ذلك أيهما الفئتان التقتا يقال للصادق صدق وبر، ويقال للكاذب كذب وفجر، وقد سمعنا نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال العبد يصدق حتى يكتب صديقًا، ولا يزال يكذب حتى يكتب كذابًا.
ألا وإن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل، ولا أن يَعِدَ الرجل منكم صبيه ثم لا ينجز له، ألا ولا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم قد طال عليهم الأمد فقست قلوبهم وابتدعوا في دينهم، فإن كنتم لا محالة سائليهم فما وافق كتابكم فخذوه وما خالفه فأمسكوا عنه واستكوا، ألا وإن أصفر البيوت البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء، ألا وإن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله خرب كخراب البيت الذي لا عامر له، ألا وإن الشيطان يخرج من البيت الذي يسمع سورة البقرة تقرأ فيه»
.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن عقبة بن عامر قال «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان منها على ليلة فلم يستيقظ حتى كانت الشمس قيد رمح قال: ألم أقل لك يا بلال أكلئنا الليلة؟ فقال: يا رسول الله ذهب بي النوم فذهب بي الذي ذهب بك، فانتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك المنزل غير بعيد ثم صلى، ثم هدر بقية يومه وليلته فأصبح بتبوك، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرا كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير العلم ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرًا، ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرًا، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل، وخير ما وقر في القلوب اليقين، والإرتياب من الكفر والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول من جثاء جهنم، والكنز كي من النار، والشعر من مزامير إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء حبالة الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المآكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع، والأمر بآخره، وملاك العمل خواتمه، وشر الروايا روايا الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المؤمن فسوق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه من معصية الله، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتأول على الله يكذبه، ومن يغفر يغفر له، ومن يغضب يغضب الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله، ومن يتبع السمعة يسمع الله به، ومن يصبر يضعف الله له، ومن يعص الله يعذبه الله، اللهم اغفر لي ولأمتي، قالها ثلاثًا: استغفر الله لي ولكم».
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود أنه كان يقول في خطبته: أصدق الحديث كلام الله، فذكر مثله سواء. اهـ.

.تفسير الآية رقم (123):

قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما أخبر تعالى عما أعد لهم ولمن أضلهم من العقاب وعما أعد للمؤمنين من الثواب، وكانوا يمنون أنفسهم الأماني الفارغة من أنه لا تبعة عليهم في التلاعب بالدين، لا في الدنيا ولا في الآخرة، ويشجعهم على ذلك أهل الكتاب ويدعون أنهم أبناء الله وأحباؤه، لا يؤاخذهم بشيء، ولا يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى أو من شفعوا فيه، ونحو هذه التكاذيب مما يطمعون به من والاهم بأنهم ينجونه، وكان المشركون يقولون: {نحن أكثر أموالًا وأولادًا وما نحن بمعذبين} [سبأ: 35]، ونحو ذلك- كنا قال العاصي بن وائل لخباب بن الأرت وقد تقاضاه دينًا كان له عليه: دعني إلى تلك الدار فأقضيك مما لي فيها، فوالله لا تكون أنت وصاحبك فيها آثر عند الله مني ولا أعظم حظًا، فأنزل الله في ذلك: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا} [مريم: 77] الآيات من آخر مريم، ويقول لهم أهل الكتاب: أنتم أهدى سبيلًا، لما كان ذلك قال تعالى رادًا على الفريقين: {ليس} أي ما وعده الله وأوعده {بأمانيكم} أي أيها العرب {ولا أماني أهل الكتاب} أي التي يمنيكم جميعًا بها الشيطان.
ولما كانت أمانيهم أنهم لا يجازون بأعمالهم الخبيثة، أنتج ذلك لا محالة قوله: {من يعمل سوءًا يجز به} أي بالمصائب من الأمراض وغيرها، عاجلًا إن أريد به الخير، وآجلًا إن أريد به الشر، وما أحسن إيلاؤها لتمنيه الشيطان المذكورة في قوله: {يعدهم ويمنيهم} [النساء: 120] فيكون الكلام وافيًا بكشف عوار شياطين الجن ثم الإنس في غرورهم لمن خف معهم مؤيسًا لمن قبل منهم، وما أبدع ختامها بقوله: {ولا يجد له} ولما كان كل أحد قاصرًا عن مولاه، عبر بقوله: {من دون الله} أي الذي حاز جميع العظمة {وليًا} أي قريبًا يفعل معه ما يفعل القريب {ولا نصيرًا} أي ينصره في وقت ما! وما أشد التئامها بختام أول الآيات المحذرة منهم {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يشترون الضلالة} [النساء: 44] إلى قوله: {وكفى بالله وليًا وكفى بالله نصيرًا} [النساء: 45] إشارة إلى أن مقصود المنافقين من مشايعة أهل الكتاب ومتابعتهم إنما هو الولاية والنصرة، وأنهم قد ضيعوا منيتهم فاستنصروا بمن لا نصرة له، وتركوا من ليست النصرة إلا له. اهـ.